آل السيوفي في الرياض ودعواهم الشرف الحديث

 

 

 

 

أخذت بعضهم حمى الأنساب حديثا للأسف.  نقول في نسبهم:


1) نسبهم حديث جدا لا يوجد عليه أي دليل قديم ولا شهرة بين أهل الحجاز أو نجد أو سواهم. 

 

2) شجرتهم التي يعرضونها في المنتديات جديدة جدا، ووقع عليها جماعة من التجار، وآخرون من الطيبين -ولكن غرر بهم- معتمدين على رؤية شجرة أخرى قديمة لا تخص آل سيوفي في الرياض، وإنما تخص أسرة من أهل الشام.  وكان آل سيوفي قبل صنع هذه الشجرة لا يعلمون أنهم أشراف باعتراف أحد أبنائهم علنا في المنتديات.   وقد تأسف عدد من الموقعين على هذه الشجرة على توقيعهم واعترفوا بأنهم فعلوا من باب حسن الظن ولرؤيتهم الشجرة القديمة التي عرضت عليهم على أساس أنه تخص آل السيوفي أهل الرياض.  ليس كل الموقعين من تجار النسب أو المزورين، ولكن للأسف لم يدققوا في الشجرة ووقعوا عليها مخدوعين. 

 

3) هذا يعني أن أساس هذا النسب هو التطابق بالألقاب فحسب، بين الأسرة السعودية التي تقطن الرياض، والأسرة التي كانت في الشام قبل قرون.  وتطابق الألقاب هو أمر يعتمده كثيرا أدعياء العصر.  في الشام وحده أسر عديدة في كل مدينة تكنى بـ"السيوفي" نسبة لصنعة السيوف أو تجارتها، بعضها عربي، وبعضها تركماني، وبعضها كردي، بل بعضها مسلم وبعضها مسيحي!  ولا قرابة بين هؤلاء ولا علاقة بينهم إلا صدفة تطابق الكنية، فما بالك إذا فصلت بين أسرتين نجاد وصحاري، وأعوام وأزمان، ولم يقم هناك أي دليل على القرابة بينهما سوى الاسم.

 

4) شجرتهم الحديثة فيها افتراء عظيم على الناس، فقد وضعت في الشجرة مراجع للاستدلال على صحة النسب، ولكن الحقيقة أن مرجعا واحدا منها ما جاء على ذكر آل السيوفي في الرياض بتاتا، بل ولا الأسرة الشريفة صاحبة الشجرة القديمة، ولعل بعص هذه المصادر ترجم لرجل اسمه السيوفي في هذه المدينة أو تلك نسبة للصنعة، دون أن يأتي لا على نسبه ولا على شرفه، ولا يكون له أي علاقة بأصحاب الشجرة لا الحديثة ولا القديمة، ومن المحقق أن أي مرجع من هذه المراجع لا ذكر نسب الأسرة ولا نوه بانتسابها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فوضع هذه القائمة بأسماء هذه الكتب المشهورة كدليل يقام على صحة نسب الأسرة لهو من باب الكذب.   مع العلم أن أصحاب الشجرة أنفسهم ما اطلعوا على مرجع واحد منها، ولكن قبلوا بالشجرة كما هي للأسف.   بل إن الممحص في هذه المراجع يرى أمرا عجابا: فبعضها يدل على عكس ما تدعيه الشجرة، يذكر صراحة أن الجد الذي ينتسبون إليه منقرض.  ومع ذلك وضع مؤلف الشجرة ذلك الكتاب كأحد المراجع التي وثقت الشجرة، وهو دليل على كذب صانعها.

 

ومن الكذب أيضا أختام سحبت على "السكانر" وألحقت بالشجرة لأشخاص معروفين في مدينة حمص: نقيب اشرافها (السيد عبدالجليل بن اسحاق الحراكي) وبعض قضاتها، مع أنهم من أهل القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري، والشجرة صنعت قبل سنوات قليلة فقط!


5) لا يوجد أي وثائق قديمة لدى هذه الأسرة تدعم بها شهرة في الشرف أو نسبا حسنيا.


6)
كما ورد أعلاه، هم ينتسبون إلى رجل انقرض قبل حوالي ألف عام بنصوص النسابين القدماء..  جاء في كتاب عمدة الطالب في أنساب آل ابي طالب من تأليف السيد  جمال الدين أحمد بن علي الحسني المعروف بابن عنبه ما مختصره أن عقب الحسن الحراني قليل، أعقب من ولديه سليمان ومحمد، ثم أعقب سليمان هاشم، وهذا أعقب يحيى سليمان، وأعقب يحيىسليمان: الحسن وعبدالله، وقال المؤلف ناقلا ما معناه: أن الحسن وعبدالله أولاد يحيى سليمان بن هاشم بن سليمان بن الحسن الحراني كانا  آخر من تبقى من عقب الحسن الحراني في عام 433 هجري، لم يبق سواهما في ذلك العصر، مما يعني أن عقب محمد بن الحسن الحراني انقرض في القرن الخامس الهجري أو قبله، ولم يبق إلا رجلان من عقب أخيه سليمان بن الحسن الحراني، قبل زمن ابن عنبة بأربعة قرون. ولعل عقب أخيه سليمان ابن الحراني انقرض أيضا، وهو الغالب، والله أعلم، وقال هذا نسابون آخرون، منهم النجفي في بحره، فبحسب النصوص القديمة، فإن الجد الذي ألصق به آل السيوفي أهل الرياض انقرض قبل عام 433 هجري.


ومع ذلك، فقد
ذكر صانع الشجرة كتاب ابن عنبة كأحد المصادر التي وثقت من خلالها الشجرة وصارت به صحيحة، وهذا من الكذب!

 

ولولا أنه لا يوجد لديهم شهرة لا بالسيادة ولا الشرف ولا أنهم حسنيون، لما أعرنا هذا الأمر اهتماما، لأن الأساس في النسب الشريف هو وجود الشهرة، ولو أصابه شيء من تحريف أو خلل، فإن هذه الإصابة لا تتنافي بالضرورة مع صحة الشرف، ولكن إذا افتقدت أصلا الشهرة فأخطأتهم وافتقدوا الدليل القديم عليها، فقد أصبح انقراض الجد الذي ينتسبون إليه دليلا على عدم صحة هذا النسب.