من ضباط السادة الأتاسية

قائد معركة التوافيق الشهيرة المجاهد العقيد شحود بن رفيق بن مصطفى بن قاسم بن ياسين العطاسي

بطل معركة التوافيق

ولد عام 1929

 

العقيد شحود بن رفيق بن مصطفى بن قاسم العطاسي الأتاسي، بطل من أبطال بلادنا ومن قواد المعارك التي خاضها العرب ضد الصهاينة فظفروا بالنصر المؤزر فيها على العدو.  ولد الأتاسي عام 1929م في حي الخالدية بمدينة حمص فتربى بهذا الحي ونشأ متأثرا بتربية والده السيد رفيق العطاسي رحمه الله الذي كان من قواد الثورات على الفرنسيين، وقد حفظ عن والده حكما وأشعارا وأخذ عنه مبادئ الشرف والكرامة، وحصل على الشهادة الثانوية وانتسب للكلية العسكرية عام 1948 لما كانت حرب فلسطين الأولى قائمة، وفي تلك الكلية تأثر الأتاسي بنفسية أحد المدربين فيها آنذاك ألا وهو الضابط المميز جودت بن عبدالجواد الأتاسي المتقدمة ترجمته وبأسلوبه العسكري، وتخرج المترجم من الكلية برتبة ملازم ثان، وتوالت خدماته في الجيش فبدأ في مدارس الرتباء آمر دورة ثم معاونا لمدير مدارس الرتباء بحمص وكان برتبة ملازم أول، ثم في كلية الاحتياط بحلب آمر دورة بنفس الرتبة. 

وفي عام 1959 انتقل الأتاسي إلى الجبهة برتبة نقيب معاونا لقائد كتيبة، وعين الأتاسي بعدها رئيسا لكتيبة الحرس الوطني في القطاع الجنوبي بالجبهة آنذاك، وخاض بكتيبته عام 1960م معركة شهيرة في تاريخ الجيش السوري في عهد الوحدة مع مصر هي معركة التوافيق -نسبة إلى قرية التوافيق في القطاع الجنوبي بالقرب من الحمة-كانت معركة ذات أهمية شديدة لانتصار الجيش السوري فيها على الجيش الاسرائيلي نصرا ساحقا، كان من نتائجها أن عززت هذه المعركة الخوف في نفوس القادة الصهاينة من الجيش السوري.  بدأت المعركة في منتصف الليل لما هاجم العدو منطقة التوافيق بقوة تفوق ثلاثة أضعاف قوة الكتيبة السورية المتمركزة هناك وشن هجومه بأسلحة متعددة (مشاة محمولة، ودبابات، كتائب هندسة، ومدفعية، وطيران) واستمرت الواقعة ساعات أربع حتى الرابعة صباحا وانتهت بانسحاب العدو خاسئا تحت وطأة المقاومة الشديدة للوحدات السورية الباسلة تحت قيادة المترجم، فخسر السوريون ثلاثة جنود استشهدوا وسقط منهم خمسة جرحى، بينما مني العدو بأضعاف هذه الخسائر فكبدت قواته خمسين قتيلا ومئة جريح مع الفارق الكبير في حجم القوات المهاجمة والقوات المدافعة، فكان درسا للعدو وللوحدات السورية في تاريخ الحرب العربية-الاسرائيلية ونموذجا يحتذى من البسالة والمقاومة، وقد نال الأتاسي على إثر هذه المعركة وسام الشجاعة العسكري. 

وبعد ذلك اتبع الأتاسي دورة قائد كتيبة في قطنا وكان برتبة رائد حاصلا على درجة جيد جدا ومتخرجا من الأوائل في الدورة، وعاد إلى القطاع الجنوبي في الجبهة قائدا لكتيبة مشاة متحركة في بلدة فيق وحضر معركة تل النيرب ولم يكن قائدها ولكن تعرضت بعض النقاط في كتيبته إلى هجود العدو وكان قائد الوحدة المهاجمة هو سليم حاطوم، ثم رفع الأتاسي إلى رتبة مقدم واتبع دورة أركان حرب في قطنا عام 1962-1963م، وتخرج منها حاصلا على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية بدرجة ممتاز، وعين بعد تخرجه معاونا لقائد اللواء بالسويداء، ثم انتقل إلى القطاع الجنوبي قائدا للواء هذا القطاع فأصبح بينه وبين المقاتلين في ذلك القطاع والأهالي القاطنين في تلك المنطقة إلفة وصداقة طيبة، ترفع بعدها إلى رتبة عقيد، وفي أثناء قيادته للواء قام الأتاسي وجنوده بمهماتهم العسكرية على أحسن وجه فكانوا حماة للثغور وقد تعرضوا مرارا لإطلاق النيران عليهم من جهة العدو واشتبكوا فيها مع الصهاينة رادين إياهم عن حدود البلاد, ويجدر بالذكر أن الأتاسي شارك بلوائه في منافسة تدريبات ألوية الجيش السوري فحصل لواؤه على الدرجة الأولى.  انتقل الأتاسي بعدها إلى دمشق فعين قائدا لسلاح حرس البادية (سلاح العشائر)، ثم عين قائدا لمعسكرات قطنا وقائدا للواء اليرموك (اللواء 25)، وخاض بلوائه هذا المنافسة مع ألوية الجيش في نهاية السنة التدريبية فحصل اللواء على الدرجة الأولى في التدريب بين ألوية الجيش ونال قائده السيد شحودالعطاسي وسام أحسن قائد لواء في الجيش السوري.  وقد كان لواء الأتاسي نموذجا لكتائب الجيش حتى أن أحد خبراء الروس شهد أن اللواء 25 قام بمشروع قتالي بدرجة عالية من الكفاءة تضارع كفاءة الجيش الروسي أو تزيد عليه، ورُشح الأتاسي لاتباع دورة أركان عليا في روسيا في كلية فورشيلوف من بين الضباط الخمسة المرشحين لهذه الدورة في الجيش السوري، ولكن الأحداث السياسية في البلد آنذاك حالت دون ذلك وأدت الصراعات في الجيش والمنازعات على الحكم إلى تسريح الأتاسي من الجيش تسريحا تعسفيا عام 1966 لأنه لم ينتم إلى أي الجهات المتناحرة بل كان منتميا إلى وظيفته العسكرية والطريق الوطني الصحيح، فخرج من الجيش واستلم إدارة فرع سادكوب بوزارة النفط فترة من الزمن حتى أحيل على التقاعد.

يقول الأتاسي مخبرا عن النقاط المضيئة في حياته بعد ذكر انتصار جيشه في معركة التوافيق ونجاحه في وظيفته العسكرية: "والنقطة المضيئة الثالثة والهامة والأفضل في خاتمة حياتي أن الله سبحانه وتعالى أنعم علي بالهداية إلى تطبيق تعاليم الإسلام الدين الحنيف واتباع أوامر الله ونواهيه في هدي القرآن الكريم وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمين والحمد لله رب العالمين"[1].

وقد تزوج الأتاسي من السادة آل الحاج يونس الأشراف العباسيين ومنها أولاده كما في الشجرة الوليدية.


 

[1] من ترجمة ذاتية خطها بيده السيد شحود الأتاسي المترجم في 28 إيلول عام 2002.