مفتي حمص

شيخ الإسلام ومفتي الأنام بحمص الشام النائب البرلماني السيد العلامة الإمام محمد خالد بن محمد أبي الفتح الأتاسي

مفتي حمص الثاني عشر من آل الأتاسي ونائب حمص وحماة في مجلس المبعوثان العثماني

1253 للهجرة (1837م)-1326 للهجرة (1908م)

 

 

مفتي الأنام وشيخ الإسلام السيد العلامة الكبير محمد خالد أفندي بن محمد الأتاسي، فقيه الحنفية في زمانه، وإمام العلماء في أوانه، مفتي الديار الحمصية المحروسة وشيخها وعالمها، وابن مفتيها وحفيد مفتيها، وابن أخي مفتيها، ووالد مفتيها وعم مفتيها، وأخو مفتيها، جد جدي لوالدي، وعميد السادة آل الأتاسي وشيخهم، علامة جيله، وأستاذ رعيله، عين أعيان مدينته، ورأس أعلام عشيرته، كان وعاءً حوى شتى المعارف، وحبراً لا يصرفه عن دينه صارف، كان أديباً للشعر ناظم، ومؤلفاً مصنَفاً بين الأعاظم، لما انتقاه أهلوه لنيابتهم، واختاروه ليكون ممثلاً لبلدتهم، شد الرحال إلى عاصمة البلاد، وأنشأ يعمل لخدمة العباد، يقارع كل جور يجده واستبداد، لا يلويه عن ذلك عزائم الشِداد، ولا يحرفه وشي الأنداد.  كانت كلماته في المجلس كحد الصوارم، يأخذه بخطبه مأخذ السيل العارم، ولا عُجاب فهو سليل الأكارم، وصاحب الأياد الجليلة والمكارم.  

 

خالد الأتاسي طالب العلم:

ترجم له كثيرون، وذكر مناقبه عديدون، ومن هؤلاء عبدالغني العطري، وذلك في كتابه "عبقريات"، فنترك له الحديث:

"كان عالماً من العلماء البارزين، في عصره ومدينته، وكان من وجوه الوطنية والنهضة في القرن الماضي، سليل أسرة كريمة، تسلمت مناصب الفتوى والتدريس.  أحد أولاده الزعيم الوطني هاشم الأتاسي، رئيس الجمهورية الأسبق.  كان محباً للعمران، ومحبوباً من أبناء مدينته.  كان بحراً في العلوم الشرعية، والفقه والقانون، يرجع إليه الناس بكل ما أشكل عليهم.  كان خالد الأتاسي زعيماً قبل أن تظهر الزعامات، ووطنياً قبل أن يقف رجال الوطنية على أقدامهم، وكان كذلك شاعراً، له شعر حسن.  ورحل قبل أن يبزغ فجر النهضة، وتهب أنسام الحرية، ويبقى له الحب والإحترام لدى كل من عرف تاريخه المجيد، وقدر نضاله.

أبصر العلامة خالد الأتاسي النور في مدينة حمص، في العام 1837 الموافق للعام الهجري 1253[1].  وهو سليل أسرة اشتهرت بالعلم والصلاح، وقد تسلم أبناؤها مناصب القضاء والإفتاء في حمص منذ القرن الخامس عشر (الميلادي)، الموافق لأواخر القرن التاسع الهجري، وذلك حسب التاريخ العائلي المدون والموثق، وربما قبل ذلك.

وخالد الأتاسي ابن وحفيد مفاتي حمص: محمد وعبدالستار وغيرهما، كما أنه ابن حفيد ابراهيم، والذي كان مفتياً لحمص، ثم عزل عن منصبه، وعين فيما بعد مفتياً في طرابلس.  نشأ خالد الأتاسي في بيئة علمية، وفي أحضان أسرة تولت مناصب الإفتاء والقضاء والتدريس، فظهر، ونبغ، وتفوق.  تلقى العلم في حلقة أبيه المفتي محمد، وفي حلقات شيوخ دمشق وعلمائها". 

قلت: وقد تلقى الشيخ خالد الأتاسي العلم الشريف على يد عميه كذلك، المفتي العلامة سعيد والعلامة الشيخ أمين الأتاسي ولكنه لم يدرك جده الشيخ المفتي عبدالستار الأتاسي، إلا أنه روى الحديث عن والده العلامة المفتي محمد الأتاسي وعن عمه العلامة سعيد الأتاسي، وهما عن والدهما العلامة المفتي عبدالستار الأتاسي، وهو عن الشمس الكزبري الدمشقي، كما أن للأتاسي سند في العلم عن والده المومى إليه وعمه العلامة أمين الأتاسي وهما عن والدهما الشيخ عبدالستار الأتاسي وعن الشيخ محمد أمين عابدين صاحب الحاشية، وهما عن شيخهما المحدث الأكبر الشمس محمد الكزبري.  ثم نزل العلامة الأتاسي دمشق، مدينة العلم التي كان يؤمها طلاب العلم أينما كانوا في البلاد اللإسلامية ذلك الوقت ليأخذوا على شيوخها ومحدثيها الذين طارت شهرتهم وعمت، فأخذ الأتاسي عن أكبر علمائها آنذاك أمثال الشيخ أحمد مسلّم الكزبري، والعلامة بكري بن حامد العطار[2]، والشيخ سليم بن ياسين بن حامد العطار[3]، والشيخ محمد بن سليمان الجوخدار[4] وغيرهم من كبار العلماء، وهؤلاء أجازوه بالعلم وبرواية الحديث بما في ثبتهم، فالأول عن أبيه الشيخ المحدث عبدالرحمن الكزبري عن أبيه الشمس محمد الكزبري وعن الشيخ حسن الشطي بما له، والثاني والثالث عن الشيخ حامد أحمد العطار الدمشقي الشهير، عن أبيه العلامة الشهاب أحمد بن عبيد العطار الدمشقي، وعن الشمس محمد بن عبدالرحمن الكزبري الأوسط، والرابع عن الشيخ سعيد الحلبي شيخ مشايخ دمشق في وقته، عن محمد الكزبري الأوسط بما في ثبته، وعن حامد بن أحمد العطار، عن أبيه[5].  وفي مكة المكرمة حضر العلامة الأتاسي دروس علامة الحجاز في وقته الشيخ أحمد زيني دحلان، مفتي الشافعية بمكة المكرمة، في تفسير البيضاوي، وأجازه العلامة الدحلان في مكة بجميع مروياته المجازة ودعا له[6].

 

خالد الأتاسي النائب والسياسي والخطيب:

ويتابع العطري فيقول: "وفي العام 1876م انتخب عضواً في مجلس المبعوثان عن متصرفية حمص وحماة.  وفي هذا المجلس اشتهر خالد بخطبه التي كان يلقيها ومداخلاته، ومعنى ذلك أنه كان له حضوره في هذا المجلس، وشخصيته ورأيه"[7].

قلت: ومجلس المبعوثان هو المجلس النيابي للخلافة العثمانية، كان وليد الدستور الذي كان للصدر الأعظم مدحت باشا يداً في وضعه عام 1876م، وكان أعضاؤه ينتخبون من قبل الشعب ويمثلون مناطق الدولة في البلاد التي حكمتها في القارات الثلاث، وقد كان هذا المجلس الأول من نوعه في العهد العثماني، لكنه لم يستمر طويلاً، إذ لغاه السلطان عبدالحميد الثاني بعد أشهر من ولادته، ولكن الحياة عادت فدبت في الدستور على إثر انقلاب عسكري أطاح بالسلطان عام 1908م، وأقيم المجلس ثانية، فكان أبو الشهداء الشيخ عبدالحميد الزهراوي ثاني من شغل منصب النائب عن حمص وحماة في المجلس الجديد.  وإذا نظرنا إلى أعضاء مجلس المبعوثان المنتخبين عن مناطق الشام لوجدنا أنهم انتموا إلى أعيان الأسر، فنواب حمص كانوا أبناء آل الأتاسي والزهراوي، ونجح عن حماة الشيخ عبدالقادر الكيلاني، وفي دمشق انتمى النواب إلى آل العجلاني نقباء المدينة وآل العظم، وفي حلب كانوا من آل الجابري ذوي البصمات على تاريخ البلاد السورية الحديث، وكان نواب القدس الشريف من آل الحسيني مفتي المدينة ونقباء أشرافها وآل الخالدي (من سلالة خالد بن الوليد المخزومي القرشي) ذوي السلطة والرئاسة.

وانتخاب الأتاسي لهذا المنصب، ومن ثم زيارة مدحت باشا لأبيه محمد مفتي المدينة عام 1877م (أو 1879م) لهو دليل على مركز الأسرة والمكانة التي تحتلها، كما عبر العطري في ترجمته للعلامة الأتاسي.  وبذلك كان خالد الأتاسي أول النواب الأتاسيين، وأول الأتاسيين خوضاً لمعترك السياسة الحديثة على مستوى أعم وجديد، وذلك خارج نطاق كونه مفتي المدينة وأحد أعضاء مجلس حكمها، وقد كتب لكثير من ذريته وذرية أبناء عمه من بعده أن يشغلوا المناصب النيابية في الدولة السورية لأعوام طويلة كما سيأتي.

 

خالد الأتاسي المفتي والمربي والمدرس والمحدث:

وبعد أن حل المجلس عاد الأتاسي إلى مدينة ابن الوليد وأصبح مرجعاً لطلاب العلم، وتولى أمانة الفتوى في عهد والده، مفتي حمص محمد الأتاسي، وعكف على تأليف بعض الرسائل العلمية[8].  أما العطري فيتابع في ترجمته للأتاسي فيقول:

"عندما توفي محمد الأتاسي عام 1879م[9] تولى ابنه خالد منصب الإفتاء في حمص، نظراً لسعة علمه، ومحبة الناس له، وثقتهم به.  كانت حلقة خالد العلمية تزخر بطلاب العلم.  كان الجميع ينهلون من نبعه الصافي، ويفيدون من علمه الغزير، وكان من بين تلاميذ خالد أبناؤه كلهم.  وقد تبوأ ابنه محمد الطاهر من بعده منصب الإفتاء في حمص طوال ستة وعشرين عاماً[10]، كما تبوأ ابنه هاشم زعامة الحركة الوطنية في سورية، وتسلم منصب رئاسة الجمهورية السورية عدة مرات.  لم يكتف خالد بما حصل عليه أولاده من العلوم الشرعية والفقهية، بل أراد لهم التوسع في العلوم المعاصرة واللغات الأجنبية والمناهج الحديثة، ومن أجل ذلك أوفد معظم أبنائه للدراسة في دمشق وبيروت واستانبول لمتابعة دراساتهم العالية"[11].  انتهى الكلام هنا للعطري.

قلت: والحقيقة أن العلامة الأتاسي لم يحصل على الفتوى الحمصية بعد وفاة والده محمد الأتاسي مباشرة عام 1300 من الهجرة (1882م)، ولكنه تولى الافتاء وكالة ذلك العام، وكتب أعيان حمص وعلماؤها أثناء ذلك محضراً ينتخبونه مفتياً للمدينة (انظر ملحق الترجمة) في العام ذاته، إلا أن المشيخة الإسلامية قررت تعيين أحد علماء آل الجندي العباسيين، الشيخ العالم محمد حافظ، والذي أصبح مفتي حمص لمدة قصيرة، إذ نجد أختامه على الوثائق المؤرخة من عام 1301 للهجرة (1883م) حتى عام 1303 (1885م) ، فكان أول من تولى إفتاء حمص من غير آل الأتاسي وآل السباعي منذ أكثر من ثلاثة قرون.  ثم تولى الأتاسي الفتوى ذلك العام بعد عزل الجندي، إلى أن عزل الأتاسي، في السادس عشر من جمادى الأول عام 1312 للهجرة (1894م)، ليحل محله أخوه العلامة عبد اللطيف بموجب وثيقة مؤرخة بهذا التاريخ[12]، وبذلك فإن المترجم أفتى مدة تسعة أعوام على أقل تقدير. 

كما وقد تولى الأتاسي أيضاً تدريس مسجد خالد ابن الوليد بعد عزله كما تخبرنا الوثيقة المحكمية المؤرخة عام 1319 للهجرة (1911م)[13]، وفي ذلك الدرس قرأ الطلبة صحيح البخاري على الأتاسي مع شرحيه للعلامتين الإمام العيني والإمام القسطلاني كما وجدنا في بعض الإجازات التي صورتها ملحقة بنهاية هذه الترجمة. 

وقد درس على يد العلامة الأتاسي أنجاب العلماء منهم العلامة المحدث المسند مؤرخ عصره الشيخ محمد راغب بن محمود الطباخ المتوفي[14] عام 1370 للهجرة (1950م) صاحب الكتاب الشهير "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء"، فقد أخذ العلامة الطباخ الحديث عن الشيخ خالد الأتاسي وأجازه الأتاسي بروايته ورواه الطباخ بسند المترجم، وأضحى الطباخ من كبار المحدثين فروى عنه بهذا السند –الذي واسطته العلامة الأتاسي- عدد كبير من المحدثين منهم العلامة المحدث الفقيه أبو محمد عبدالله بن طاهر خيرالله الحلبي (المتوفي عام 1399=1969م) مفتي قضاء جبل سمعان من أعمال حلب، والمحدث المسند العلامة محمد زين العابدين بن محمد عطاء الله ابن درويش الجذبة الحسيني الحلبي، ومفتي الديار الحلبية العلامة محمد عثمان بن عمر بلال الحنفي الشافعي، والمحدث العالم المفسر أبو النجيب عبدالله بن محمد نجيب سراج الدين الحسيني الحلبي، والمحدث المؤرخ أحمد بن محمد سرداد الحلبي الشافعي، والمحدث العلامة الفقيه الشيخ عبدالفتاح بن محمد بن بشير أبو غدة الخالدي المخزومي القرشي الحلبي الحنفي، وغيرهم[15].

ومن طلابه الشيخ السيد الشريف العلامة أحمد صافي الحسيني[16]، عالم حمص وفقيهها، وقد كان الشيخ أحمد صافي متصفاً بالاحترام الشديد والتهذيب مع شيخه الأتاسي وسائر شيوخه، حتى أنه كان إذا صعد العلامة طاهر بن خالد الأتاسي –وهو ابن شيخ وأستاذ العلامة أحمد صافي- على منبر الجامع النوري الكبير ليخطب بالناس أو يلقي عليهم إحدى قصائده وقف الشيخ أحمد صافي لتوه على باب المنبر وظل واقفاً حتى ينزل الشيخ طاهر الأتاسي لأنه ابن شيخه، تأدباً مع شيخه وأستاذه حتى بعد وفاته، رحم الله العلماء العاملين الثلاثة، الشيخ خالد والشيخ طاهر والشيخ أحمد، آمين[17].  ومنهم العلامة الكبير الفقيه المحدث المفسر المحقق الشيخ عبدالغفار بن عبدالغني عيون السود الشيباني[18] الذي روى البخاري بسند الأتاسي[19]، ومن الذين أخذوا على الشيخ خالد كذلك الشيخ محمد المحمود الأتاسي، علامة حمص الأكبر، إذ شجعه شيخه خالد الأتاسي على طلب العلم على كبر لما رأى فيه قدرة على العلم، ونبغ الشيخ محمد المحمود وأصبح من أكبر علماء حمص على مر التاريخ[20]، ومنهم الشيخ سعيد بن يحيى بن سعيد بلبل الذي درس صحيح البخاري على الأتاسي مع شرحيه المذكورين وأورد إجازة شيخه الأتاسي في نهاية كتابه الطريقة السعدية (انظرها في نهاية الترجمة) فعرف بشيخه قائلاً: "كما أني حزت على إجازة طريقة القوم حزت على شهادة أهل العلم من المحدثين والفقهاء الراسخين المتصل إليهم ذلك بالسند المسلسل إلى حضرة أشرف المرسلين والملائكة المقربين وهذا نص إجازة العالم الفاضل والمحقق الكامل خاتمة المحققين وقدوة العلماء والمفتيين المفتي بديارنا الحمصية ألا وهو المرحوم سيدنا ومولانا السيد الحاج محمد خالد أفندي الأتاسي رحمه الله تعالى آمين" وفيها أجاز الأتاسي للشيخ سعيد بلبل برواية البخاري وأجازه بسنده في حديث الرحمة مسلسلاً بالأولية وأجازه بالتدريس العام.  ومن الذين حازوا على شرف طلب العلم على يد الأتاسي كذلك الشيخ محمد أبو يحيى بن حسين الدالاتي[21]، والشيخ محمد سعيد حسين آغا، والذي تلقى الحديث عن العلامة الأتاسي ورواه بسنده كذلك وأجازه شيخه الأتاسي بالبخاري وبالتدريس في جامع الباشا الشهير بالجماس بعد أن حضر درسه في جامع سيدي خالد[22]، ومنهم ولده الشيخ طاهر الأتاسي الذي أفتى في حمص وغيره من علماء آل الأتاسي، وغيرهم خلائق لا تعد.

سند العلامة الأتاسي في رواية البخاري إلى سيد الخلق هو أعلى سند على وجه الأرض!: أخبر الأتاسي في إجازته لتلميذه الشيخ الشريف محمد سعيد بن محمد أنيس حسين آغا الحسيني في رواية صحيح البخاري عن سنده في رواية الحديث فقال: "لكن لا بأس بذكر سند لنا إلى الإمام البخاري عن الشيخ بكري أفندي العطار من طريق والده المرحوم لأنه عالٍ جداً لأن بيني وبين البخاري اثنى عشر والبخاري له ثلاثيات فيكون بين هذا الحقير العاجز وبين النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ستة عشر راوياً وهو أعلى سند يوجد الآن على وجه الأرض فيما أعلم فأقول أروي صحيح البخاري بالإجازة العامة عن العلامة الشيخ بكري العطار عن العلامة الشيخ داود البغدادي عن العلامة محمد عابد السندي المدني محدث المدينة المنورة عن الشيخ علم الدين صالح بن محمد الفُلاّني المدني العمري عن المسند المعمر الشيخ أبي عبدالله محمد بن سِنَّة العمري الفلاني عن الشيخ أحمد بن محمد العَجِل اليمني عن الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي عن الحافظ أبي الفتوح أحمد بن عبدالله الطاووسي عن المحدث الشيخ بابا يوسف الهروي عن المحدث الشيخ محمد بن شاديخت الفرغاني عن المحدث المعمر الشيخ أبي لقمان يحيى بن عمار الختلاني عن المحدث الإمام أبي عبدالله محمد بن يوسف بن بطر الفَرَبْري عن إمام الصنعة الحافظ الشهير والناقد الخبير أبي عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه"[23].

 

خالد الأتاسي المؤلف والمحقق والفقيه القانوني:

كما أن العلامة الأتاسي كان مصنفاً مؤرخاً كاتباً مشرعاً، اشتغل بالتأليف قبل أن يفتي وأثناء توليه للفتوى وبعد عزله عن الإفتاء، واشتهرت مصنفاته ونالت إعجاب أعظم مؤلفي زمانه، فكان من مؤلفاته:

 1)  تصنيف وشرح "مجلة الأحكام الشرعية" من كتاب البيوع إلى المادة 1728 في ستة مجلدات، أكمل جزءها الأخير بعد وفاته ابنه العلامة المفتي محمد الطاهر الأتاسي.  وهو مصدر من مصادر الفقه الحنفي وشرح القانون المدني المأخوذ من ذلك المذهب، وكان هذا السفر يدرس بشكل رسمي لطلاب القانون والشريعة حتى أراد من أعماهم الحقد على الأتاسيين حذفه من المناهج.  وقد طبع هذا المخطوط الضخم المؤلف من آلاف الصفحات تدريجياً في الثلاثينات من هذا القرن، على نفقة أولاده، في مطبعة حمص ومطبعة السلام، وسرعان ما نفذت نسخه، ولم يعاد طبعه بعد ذلك لوقوع حقوق نشره بين أيدي ورثة عديدين، ومن هؤلاء جدتي لوالدي، لمياء الأتاسي وإخوتها.  وهذه المجلدات لا تزال موجودة تشكي جور الزمان وتنظر من قد يعيدها إلى حوزة القراء والمراجعين وطالبي العلم[24].

 2)  "الأجوبة النفائس في حكم ما اندرس من المقابر والمساجد والمدارس"، وقد طبع مرة في حماة عام 1328 هجرياً (1920م)[25] بنفقة السيد الشريف عبدالقادر أفندي الكيلاني الحسني.  وأورد الرسالة كاملة السيد نعيم سليم الزهراوي في كتابه "أسر حمص والعمران الاقتصادي"[26] إلا أن عدداً من السقطات والأخطاء التصحيفية والنقلية أصابها كما أصاب عدداً كبيراً مما كان ينقله السيد الزهراوي من نصوص الوثائق والكتب للأسف، مع شدة أهمية أعمال السيد الزهراوي وكتبه، التي بين أيدينا منها أربعة، والتي أظهرت للعيان تراثاً هائلاً من المستندات الشرعية والتواريخ والحوادث ما كانت لتظهر لولا همته وعمله الدؤوب.

 3)  رسالة في صداق المرأة ودعواها على المذهب الحنفي يرد بها على رسالة مماثلة كتبها صديقه مفتي دمشق العلامة محمود الحمزاوي.  ويبدو ان علماء دمشق انتصروا لرسالة مفتيهم انتصارا وما علموا أن بين مفتي دمشق ومفتي حمص الجليلين أتم وفاق، فرد على الأتاسي منهم الشيخ المرحوم راغب بن عبدالغني السادات برسالة ثالثة، وبالغ بعضهم في هذا التحيز الذي ما لزم[27].

 4)  رسالة مخطوطة في الرد على ثلاثة أسئلة وردت من شيعة مدينة بعلبك يسألون فيها العلامة الأتاسي عن دليل أهل السنة على كون الصلوات المفروضة خمساً، وفي حكم المجنون إذا مات مجنوناً هل يسئل يوم القيامة أم لا وهل يعذب إن كان كافراً أو عاصياً أم لا وهل يدخل الجنة أو النار أو هو من أصحاب الأعراف، وعن المراد بما حول المسجد الأقصى في قوله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".  وهذه الرسالة مؤرخة في الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1305 من الهجرة (1888م) لما كان الأتاسي المفتي بحمص، وهي موجودة في مجموعة مخطوطات المكتبة الظاهرية الشهيرة بدمشق، وجدتها هنالك ولم يسمح لنا بتصويرها للأسف.

 5)  رسائل عدة في علم الأوقاف[28].  

 6)  رسائل علمية عديدة ألفها العلامة الأتاسي لما كان أميناً للفتوى يعلق فيها على مؤلفات الشيخ رشيد رضا صاحب مجلة المنار وتفسير المنار، والعلامة الشهير محمود الألوسي البغدادي صاحب التفسير المشهور، ورسائل يناظر فيها أكبر علماء عصره كالشيخ الطحطاوي والرافعي المصري وغيرهم[29].

 7)  ديوان شعر كبير.

وحكم هذه المؤلفات الثمينة التي بعضها مطبوع في أوائل هذا القرن حكم كثير من المصنفات التي ما قُدِّر لها أن يعاد طبعها لقلة اهتمام ذرية المؤلفين بمتروكات أبائهم، وأغلبها مخطوطة، وينطبق هذا على كتب العلامة طاهر الأتاسي الآتي ذكره وآثاره.

 

خالد الأتاسي العمراني:

ونعود إلى مقالة العطري الذي يستمر فيقول:  "إلى جانب ذلك كان العلامة خالد عمرانياً، محباً للبناء والحضارة والمشاريع الإصلاحية.  كان أول من أنشأ أبنية في ساحة حمص، الساحة الرئيسية (ساحة الساعة القديمة)، وكانت من قبل أرضاً جرداء، خارج حدود المدينة، تقف فيها العربات القادمة من المدن الأخرى.  ومن هذه الأبنية المخازن التجارية، والحرفية، والمقاهي، والحمامات العامة وغيرها، وكان ذلك في نحو العام 1870م.  وكان العلامة الأتاسي أول من بنى داراً كبيرة له في حي البغطاسية عام 1893م.  وكانت في تلك المرحلة معزولة خارج حمص، تحتاج إلى الحراسة الدائمة في اليل والنهار"[30].  ويقول السيد الزهراوي في ترجمته للعلامة الأتاسي: "أما من الناحية المادية والعمران الاقتصادي فقد اشترى قطعة أرض في منطقة البغطاسية في 1295، 1878م، وأشاد عليها داراً مؤلفة من طابقين الأرضي والفوقاني، وكانت منطقة كروم وبساتين، ولم يكن أحد بقربه، ووضع حارساً خاصاً من الجراكس، وهذه الأرض تعادل أربعة ألاف متر مربع تقريباً"[31].  وهذه الدار لا تزال موجودة وهي الآن دار تشرين.  ثم اشترى الأتاسي كما يذكر الزهراوي أراض بالقرب منها وأشاد لكل واحد من أولاده دوراً وعمراناً، وهكذا عمر هذا القسم من مدينة حمص.

 

خالد الأتاسي شاعراً:

يقول العطري: "إلى جانب علمه الواسع في الشريعة والفقه والقانون واللغة والأدب، وإلى جانب مجموعة من الصفات الحميدة التي كان يمتاز بها، كان العلامة المصلح خالد الأتاسي شاعراً، يتقن نظم الشعر"[32].

وللأتاسي منظومة في مديح سيد المرسلين في خمسة وثمانين بيتاً قالها لما زار المدينة المنورة، منها[33]:

 


 

قف بالمطيِّ فهذا البان والعلم
وهذه هي أطلال الأحبة قد
وهذه طيبة الفيحاء تربتها
دار بها من رياض الجنة ازدهرت
دار بها الأرض تشريفاً قد افتخرت
دار غدت مهبط الأسرار مقتبس
دار حوت قبر خير المرسلين ومن
سر الوجود وكنز الجود ومنتخب
ذو المعجزات وفخر الكائنات ومن
أزكى الخليقة أخلاقاً وأحسنهم
من سره اشتق سر المرسلين وعن
فكلهم فرع ذاك الأصل قد بدئوا
يا خير من دفنت في القاع أعظمه
روحي فداء لقبرٍ أنت ساكنه
وتلك نار قرى الأحباب تضطرمُ
سمت دعائمها واحتاطها الحشمُ
للروح منتشق فيها وملتثمُ
على الدنا روضة تحيا بها الرممُ
على سماءٍ بها الأملاك تزدحمُ
الأنوار عنها همت في العالم النِعمُ
لولاه دام بهذا العالم العدمُ
الموجود فيه جميع الناس قد رحموا
له النبيون أتباعٌ وإن قَدِموا
 خَلقاً وأطهرهم نفساً وخيرهمو
أنوار حضرته العليا قد انفصموا
من نوره وبمجلا ذاته ختموا
ففاح من طيبهن القاع والأكمُ
فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ


 

 

ويقول العطري: "وكان خالد الأتاسي يرتجل الشعر في بعض المناسبات، وله في ذلك مساجلات مع عدد من الشعراء.  ذات مرة سمع في مجلس ضمه مع الشاعر البيروتي مصباح قريطم أبياتاً من الشعر، فرد عليها بهذه الأبيات:

 


 

وظبي تبدى حاملاً في يمينه
فيا للورى حساً ومعنى يهزّ لي
يهددني بالقتل والقتل لم يكن
أأرهب من إتلاف روحي وما القضا
لناظره سيفاً، إذا هزّه أدمى
حساماً ونحوي طرفه صوّب السهما
بأعظم من هجران مغرمه ظلما
 على الروح قاضٍ وهو لم بيق لي جسماً"


 

 

وفي شهر حزيران من عام 1861م زار حمص الأمير الغضريف السيد الشريف محيي الدين عبدالقادر الجزائري الحسني بدعوة من أهلها لزيارة مقاماتها ومزاراتها، فكان جمع حافل من سكان المدينة لإستقباله، وقد مثلهم في الترحيب به زعيمهم العلامة الأتاسي الذي ألقى قصيدة في تلك المناسبة كان مطلعها[34]:

 


 

حمد ربي بدت بأفق المناء

 

شمس أنس جلت دياجي العناء

 


 

وجاء فيها:

 

مرحباً مرحباً وأهلاً سهلاً
قد سما نسبة لبيت رسول الله
عش سعيداً أنت المجاهد في الله

 

   بالإمام الهمام ذي العلياء
   محي بعين وسين وراء
   ولا زلت أسعد السعداء

 

ولما زار مدحت باشا مدينة حمص مدحه العلامة الأتاسي بقصيدة جاء فيها[35]:

 

ألا إنّ أوجَ السَّعْد لاحت فراقِدُه
تنبّهْ أخا البأساءِ واركب مطيّةً

 
لعمرك ما العلياء تدرك بالرجا
 معالي الأماني لم ينلها سوى فتىً
ومَنْ لم يكن جلْداً على اللسع لم يذُقْ
ومَنْ لم يَجُدْ بالنفس وهو مؤمِّلٌ

ومَنْ يتجرّعْ ماء بحرٍ يعوم في
 فيا لابساً ثوبَ التكاسل قانعاً
لموتُك أحرى من حياتك خاملاً
تقلّدْ حُسامَ العزّ واضرب براحةٍ

وإياك لا يغررك وغْدٌ رَقيْ للعُلا
أما قيمة الإنسان ما هو محسنٌ
وإنْ لم يساعدْك الزمان على المنى
فلا تعتبنْه حيث كنت مهذباً

 

       فحتّامَ ساهي الطَّرف أنت، فراقدُهْ
       من الهمّة العليا لمن أنت قاصده

       ولا بالتمنّي يدركُ المجدَ رائدُه
       يطارد أهوالَ الدّنا وتطارده

       من الشَّهد ما يحلو لمن هو واردُهْ
       نفيسَ الأماني أمحلته مقاصده

       أقاصيه تمْلأْ راحتيه فرائدهْ
       براحته حيث الخمول وسائده
       بلى أنت مَيْتٌ، لا مَنِِ القَبرُ لاحِدُه
       تكون له كفؤاً ودع ما تكابده
       فتلك عَوارٍٍ سوف تنزعها يدُه

       بلى صدق "الوردي" وراقت مناشده
       وصدّتك عن نيل المراد مكايده
       وقد رفع الأدنى فتلك عوائده

 

 

وللأتاسي قصيدة أخرى في مدح سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم قال فيها[36]:

 

قفْ بسلْعٍٍ وحيِّ عنّي رجالَهْ

 

أنت يا مَنْ للسير شدّ رِحالَهْ

مستغيثٌ يا مَنْ ختمت الرسالَهْ

 

واشدُ إنْ فوَّقَ الزمانُ نِبَالَهْ

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

فاحدُ للعيس واحبِسَنْها بـ "لعلع"

 

وإذا برقُ طيبةٍ لك لَعْلَعْ

واشدُ واصعق وصحْ أنا لا محالهْ

 

واستحلْ وجنتيك بالدمع لعلع

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

والبرايا بأسرها من وجود

 

هو لولاه لم يكن للوجودِ

 

فاقرعَنْه وقل أضاع احتماله

 

هو والله باب فضلٍ وجودِ

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

 

بل وأجراهم خطاباً وفصلا

 

أفضل الأنبياء فرعاً وأصلا

 

غِثْ لِصبٍّ أزحتَ عنه الضلاله

 

كهف حصنٍ منه الهدى سلّ نصلا

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

 

آيةً، فاحتساه جمٌّ غفيرُ

 

فاض من إصبعيه ماء نميرُ

 

قل، لك الله إن شهدت جماله:

 

فاتحٌ، خاتمٌ، سراج منيرُ

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

 

وببحر الأوزار أغرقت حالي

 

يا إلهي أنا المسيء فعالي

 

قائلاً والغفران أرجو كماله

 

وبباب الرجا خلعت نعالي

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

 

حملتها أيدي الدعا بالسلامى

 

وصلاتي تزكو بنشر الخُزامى

 

من سرى ذكره وأعلى مقاله

 

لطبيب القلوب مسك الختام

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

 

وصحابٍ بهم تزاح الغوائلْ

 

وإلى آله البدورِ الكواملْ

 

مستغيث يا مَنْ ختمت الرسالَهْ

 

ما شدا خالد الأتاسيّ قائلْ

 

مستجيرٌ يا مَنْ أجرْتَ الغزالهْ

 

 

             

 

ومن قصائده تلك التي مدح فيها السيد الشريف صالح بن عبدالقادر تقي الدين الحصني، نقيب أشراف دمشق السابق، فكان مما جاء في القصيدة:

 


 

يا بادي القربى التي وجبت لنا
قف سامياً أنت ابن طه المصطفى
أبهئ بأشراف دعيت نقيبهم
بك صالح القدس الشريف سرى لها
وبدا لسان الحال منها قائلاً
دنيا مودتها بغير خلاف
تبدو بسلسلة ابن عبد مناف
صعدوا ربى الشرفين والإسعاف
الشرفان فلتحيا بطيبٍ كاف
طاب الهنا بنقابة الأشراف


 

 

وذلك بمناسبة حصول الممدوح على رتبة البلاد الخمسة ونقابة أشراف القدس، وقد ظهرت هذه الأبيات في ترجمة الشريف الحصني التي كتبها المؤرخ العلامة المشهور أبو النصر السلاوي في تاريخه "صحيح القياس"، وعلق السلاوي على أبيات الأتاسي بقوله: "ولله دره حيث ضمن كل عجز منها تاريخاً، إن ذلك من البلاغة بمكان"[37]

ومن قصائده تلك التي مدح بها مفتي الأنام بدمشق الشام السيد الشريف محمد أمين بن محمد بن عبدالوهاب الجندي العباسي الهاشمي المعري فقال في مطلعها[38]:

 

بَدَت فأذَّنَ داعي الأنسي في الأُممِ

 

    هيفاءُ تسحب  ذيل العز عن أَمَمِ

 

ومدحه بقصيدة أخرى مطلعها:

 

أمطية آمال الغريب المشرّدِ

 

   دعي العَسفَ اذ ليس العسوف بمهتدِ

 

ومن أشعار العلامة الأتاسي تلك التي رثى بها الشيخ مصطفى زين الدين الشاعر الأديب، وكتبت على قبر الشيخ مصطفى، وقد أورد بعض أبياتها البيطار في حلية البشر فقال[39]:

"وقد أرخ موته العلامة المحقق والحبر المدقق، نخبة الفضلاء الكرام، وعمدة العلماء الأعلام، أتاسي زاده السيد خالد أفندي مفتي حمص الأسبق، قائلاً، وقد رقم على القبر:

 

هذا الضريح لمصطفى  
من لإبن زين الدين يعزى
لبّى المهيمن ساجداً
العفو أرخ واقر

 

      مداح خير المرسلين
      نسبة في العالمين
      لما رأى عين اليقين
     ولنعم دار المتقين"

 

خالد الأتاسي في مؤلفات الآخرين وعلى ألسنتهم:

قال العلامة محمد أبو السعود أفندي الأتاسي عن عمه في رسالته عن مفتيي آل الأتاسي التي ضمنا نصها الفصل الأول من هذا الكتاب: "ثم عزل واشتغل بالتأليف والعلم فشرح مجلة الأحكام العدلية شرحاً مطولاً حافلاً جمع فيه أغلب فروع الفقه في المعاملات، وكان رحمه الله عالماً فقيهاً شاعراً كاتباً كريماً جواداً حسن الأخلاق تغمده الله برحمته".

 

ويقول العطري في خاتمة ترجمته للعلامة الأتاسي: "وبعد، فقد كان العلامة الأتاسي يتمتع بحب أهل حمص وتقدير مختلف الفئات والطوائف، لعلمه الغزير، ونزاهته، وذكائه المتوقد.  وكان خالد الأتاسي علماً من أعلام النهضة العربية في القرن التاسع عشر ومن روادها الأوائل"[40].

 

وقال شاعر الشام ومدينة حماة في وقته الشيخ الهلالي المشهور يمدح صاحب الفضل والفضيلة العلامة خالد الأتاسي لما قدم إلى حماة[41]:

 

بصفا قدومك طابت الأوقات
وبفضل سيتك صاخ صوت مطرب
قد أبت من دار السعادة مرحبا
وسعيت زائر بيت باز أشهب

 

    وبراح لطفك غنت الكاسات
    غنت على ألحانه حانات
    بك مرحبا قد حلّت البركات
   أفراخه في الأولياء بزاة

 

ومن الذين التقوا بالعلامة الأتاسي ونوهوا بذلك الشيخ محمد عبدالجواد القاياتي، كان لقاؤهما في بيروت، فذكر القاياتي اجتماعه به ومدارستهما العلمية فكان مما قال:

"ولما اطلع حضرة الشيخ خالد على الرسالة التي جمعها الفقير في رد أسئلة الخليفة المأمون التي أوردها على علماء بلده، ليردهم بها إلى رأيه ومعتقده، في تفضيل الإمام علي بن أبي طالب على أبي بكر الصديق، وأنه الأولى بالخلافة قبله، وذكر هذه المناظرة ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد، وسميتها "خلاصة التحقيق في أفضلية الصديق"، قرظها بأبيات بديعة المثال، بعيدة المنال، بديهة المقال، من أحسن ما يقال، وكتبها بخطه كالغرة من تحت الطرة، أحسن الله إليه وأسبغ نعمه عليه". 

ثم ذكر أنه اجتمع به مرة أخرى فقال:

"وممن اجتمعنا به ثانية في هذا العام حضرة الأستاذ الماجد، نسل الأكابر والأماجد، الشيخ خالد أفندي الأتاسي الحمصي، رجع من الحج على طريق الشام، وجاء إلى بيروت وأقام بها بعض أيام، فسلمنا عليه وهنأناه بالسلامة، وأخبرنا ببعض ما رأى في رحلته بمصر والحجاز، وأفادنا أنه زار السيد الشريف العلوي سيدي أحمد البدوي، ووافق دخوله طنطا وقت المولد الكبير، وأنه شاهد من الإزدحام على ضريحه ما لم ير مثله ولا في الحج، وقد نظم هذه الرحلة في أرجوزة بديعة منسجمة في غاية الطلاوة والحلاوة، وأسمعنا كثيراً من قصائده البديعة النظام الكاملة في السلاسة والإنسجام[42].  وهذه القصيدة المؤلفة من مئات الأبيات لا تزال موجودة عند أحد حفدة الشيخ خالد الأتاسي السيد رضوان بن رياض بن هاشم بن خالد الأتاسي.

 

ومن الذاكرين للأتاسي النقيب الحصني في كتاب "منتخبات التواريخ لدمشق" فقال: "العلامة النحرير خالد أفندي الشهير بمؤلفاته النفيسة تولى مقام الإفتاء بعد والده وله ذرية مباركة"[43]

 

وجاء على ذكره وترجمته عدة مؤلفين، من هؤلاء مؤرخ حمص الأستاذ منير الخوري في "تاريخ حمص"[44]، والعطري في "عبقريات" كما أتى، والزركلي في "الأعلام"[45]، والجندي في "أعلام الأدب والفن"[46]، وكحالة في "معجم المؤلفين"[47]، وعياش في "معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين"[48]، وقدامة في "معالم وأعلام"[49]، والزهراوي في "أسر حمص والعمران الاقتصادي"[50]، وفي "الجذر السكاني الحمصي[51]، والبستاني في "دائرة المعارف"[52]، والشيخاني وكاخيا في "معالم وأعلام من حمص الشام"[53]، والدكتور عبدالإله النبهان في مقالة بعنوان "لمحات من أدب أواخر العهد العثماني" في مجلة تراث العرب وغيرهم.

هذا وقد تزوج الأتاسي مرتين، مرة من بني عمه من آل السيد سليمان الأتاسيين، ألا وهي الشريفة رقية السيد سليمان بنت محمد بن ابراهيم بن صالح بن السيد سليمان الأتاسي، وكانت أم أولاده السادة خليل أفندي وهاشم بك ومظهر أفندي وعبدالهادي أفندي، ومرة من آل السباعي الأدارسة، أسرة العلم والإفتاء والقضاء في حمص، ومنها كان أولاده السادة محمد أبو الخير أفندي والشيخ العلامة محمد طاهر أفندي ومحمد أبو النصر أفندي وعبدالكريم أفندي[54].

ويجدر بالذكر أن في مدينة حمص شارع أطلق عليه اسم العلامة خالد الأتاسي تكريما له، رحمه الله.

انتقل العلامة الأتاسي إلى رحمة الله في السادس عشر من شعبان عام 1326 للهجرة المقابل لشهر تشرين الأول للعام 1908 الميلادي، ودفن في مقبرة الأسرة الأتاسية في حمص، تغمده الله بواسع رحمته[55].


 

[1] وفي دائرة المعارف، تحت مدخل أتاسي، أنه ولد عام  1835م (البستاني-المجلد السادس، ص 25).، وفي معالم وأعلام في بلاد العرب، القسم الأول: القطر السوري أنه ولد عام 1834م (قدامة-الجزء الأول، ص 9).

[2] بكري بن حامد بن أحمد بن عبيد العطار (1251-1320=1834-1902م): من كبار العلماء.  درس على والده فحفظ القرآن وتلقى عنه الحديث، ودرس على الشيخ أحمد الحلواني، وعلى ابن أخيه الشيخ سليم العطار، والشيخ عبدالرحمن بايزيد، والمنلا أبي بكر الكردي، والشيخ أجمد المنير، والشيخ حسن الشطي، والشيخ محي الدين العاني، والشيخ محمد الجوخدار، والشيخ عمر الغزي العامري، والشيخ حسن البيطار، والمحدث عبدالرحمن الكزبري، والشيخ أكرم الأفغاني، والمحدث أحمد بن سليمان الأروادي، والشيخ عليش المالكي.  تولى تدريس التفسير والحديث في الأموي، وحل مكان ابن أخيه الشيخ سليم في تدريس البخاري في التكية السليمانية لما توفي الأخير.  من الذين درسوا عليه الشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ محمد سعيد الباني، والشيخ تقي الدين الحصني، والشيخ محمد جميل الشطي، والشيخ عبدالرحيم دبس وزيت.  توفي بداء الكوليرا فجزعت عليه دمشق وخرجت جميعها تمشي جنازته ورثاه الشعراء. ودفن بالدحداح. (تاريخ علماء دمشق-الحافظ وأباظة-الجزء الأول،197-203).

[3] سليم بن ياسين بن حامد العطار (1233-1307=1817-1889م): رأس العلماء بدمشق.  كان من النوابغ إذ أنه تأخر في طلب العلم حتى لامه على ذلك الشيخ رضي الغزي مذكراً إياه بأنه حفيد الشيخ حامد العطار شيخ علماء دمشق، فتنبه إلى ذلك وجد بطلب العلم بعد أن تجاوز الخامسة عشر ولم يضره تأخره في الاشتغال بالعلم ففاق أٌقرانه، فتلقى على جده المرقوم، والشيخ عبدالرحمن الكزبري، والشيخ سعيد الحلبي، والشيخ عمر الآمدي، وأجازه الشيخ محمود الآلوسي، والشيخ ابراهيم الباجوري وغيرهم.  تصدى لتدريس البخاري في جامع السلطان سليمان وهي وظيفة كانت على جده، وتصدى لتدريس التفسير في محراب الشافعية، والحديث في مشهد الإمام الحسين بالأموي، وكانت مجالسه دوماً حافلة بالعلماء الذين قصدوه من سائر الأقطار وكان يدير المناظرات والمناقشات.  درس عليه عدد هائل من الطلاب أمثال الشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ عطا الكسم، والشيخ عبدالمحسن الأسطواني.  انتهت إليه رئاسة العلم بدمشق ودفن في الدحداح ورثاه الشعراء.  (تاريخ علماء دمشق-الحافظ وأباظة-الجزء الأول، 89-92).

[4] محمد بن سليمان بن محمد الجوخدار (1217-1297=1802-1879م): من مشاهير العلماء بدمشق.  درس على الشيخ سعيد الحلبي، والشيخ حامد العطار، والشيخ محمد أمين عابدين، والشيخ هاشم التاجي، والشيخ عبدالرحمن الكزبري، والشيخ حسن الشطي، وأجازه الشيخ ابراهيم الباجوري والشيخ أحمد التميمي الخليلي.  من طلابه الشيخ بكري العطار، والشيخ محمد خطيب دوما، والشيخ حسين الغزي، والشيخ نجيب العطار وغيرهم.  عين نائباً في محكمة الباب (1278=1863م) مع اشتغاله بالتدريس حتى أنه كان يلقي بعض دروسه في المحكمة، ثم نقل إلى محكمة السنانية، وعاد إلى النيابة في محكمة الباب عام 1290 (1873م) وظل فيها حتى توفي.  تسلم ابنه العلامة سليمان الجوخدار الإفتاء في دمشق فترة.  (علماء دمشق وأعيانها-الحافظ وأباظة-الجزء الثاني، ص 756-757).

[5] بلوغ أماني الأبرار-تركستاني المكي-الجزء الأول-ص 48، 65، و إمداد الفتاح-محمد آل رشيد-ص 309، وإجازة حررها المترجم لتلميذه الشيخ سعيد بن يحيى بن سعيد بلبل، وأخرى حررها لتلميذه الشيخ محمد سعيد بن أنيس حسين آغا، كلاهما مؤرخ عام 1325 من الهجرة، وصورتاهما ملحقتان بهذه الترجمة.

[6] ذكر الأتاسي ذلك في أرجوزته التي نظمها لما زار الديار المصرية والحجازية، والموجودة في كناشة عند السيد رضوان بن رياض بن هاشم بك بن خالد بن محمد الأتاسي.

[7] عبقريات-العطري-الصفحات 199-204.

[8] أخبرني بذلك الشيخ زهير بن عبدالرحمن ممتاز الأتاسي الذي اطلع على مؤلفات الشيخ خالد لما كان أميناً للفتوى.

[9] أي 1295 للهجرة، والأجدر أن وفات محمد الأتاسي كانت بعد ذلك بسنين خمس، أي عام 1300 للهجرة المقابل لعام 1882م.

[10] والصحيح أن أخا العلامة خالد الأتاسي، عبداللطيف الأتاسي، والآتية ترجمته حالاً، هو الذي تولى الفتوى بعد العلامة خالد، ثم نالها ابن الشيخ خالد، محمد الطاهر.

[11] المرجع السابق.

[12] أسر حمص والعمرن الاقتصادي-الزهراوي-الجزء الرابع، ص 261-263

[13] أسر حمص وأماكن العبادة-الزهراوي-الجزء الثاني، ص 207.

[14] محمد راغب الطباخ (1294-1370=1877-1951م): العالم الموسوعي، محدث حلب الأكبر، ومؤرخها الأشهر، وأكبر علمائها.  ولد في حلب وبها تعلم ودرس على علمائها كالشيخ محمد كامل بن أحمد الموقت، ومحمد كامل الهبراوي الحسيني، ونزل حمصاً فأخذ عن الشيخ خالد الأتاسي الحديث والعلوم، وفي دمشق درس على العلامة طاهر الجزائري، وعطا الله الكسم، ومحدث الشام بدر الدين الحسني، والشيخ محمد رضا بن محمد الزعيم، ومحمد بن جعفر الكتاني، ودرس أيضاً على وأبي بكر محمد بن عارف خوقير المكي، ومحمد شرف الحق الدهلوي، ومحمد حبيب الله الشنقيطي المدني ثم المصري، وأحمد رافع الطهطاوي الحسيني المصري، ويوسف النبهاني البيروتي، وعبدالستار بن عبدالوهاب الدهلوي المكي، وعبدالباقي اللكنوي، وعمر باجنيد، وسعيد اليماني وغيرهم.  وعمل بالتدريس فأخذ عنه أكثر علماء حلب وغيرها من البلدان كالعلامة عبدالفتاح أبي غدة، والشيخ أحمد بن محمد سردار، وانظر أسماء بعض تلامذته الذين رووا الحديث عنه في متن ترجمة العلامة الأتاسي.  وعمل العلامة الطباخ كذلك بتجارة أتت له بالمال فأنشأ المطبعة العلمية بحلب، وطفق يكتب في الصحف والدوريات كمجلة المجمع العملي العربي، وانتخب عضواً في المجمع المذكور، كما انتدبه علماء حلب عضواً في الوفد الحلبي الذي نزل دمشق ليشارك في المؤتمر الأول للعلماء عام 1938م والذي ترأسه ابن شيخه العلامة طاهر بن خالد الأتاسي.  عمل مدرساً في الكلية الشرعية، ثم تولى إدارتها.  صنف كتباً ضخمة مشهورة منها كتابه الشهير "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" في سبعة مجلدات ضخمة، وكتاب "المطالب العلية في الدروس الدينية" في ثلاثة مجلدات، و"العقود الدرية" وهو ثلاثة دواوين شعرية، و"الأدوار الجلية في مختصر الإثبات الحلبية"، وكتاب في تاريخ الأنبياء، إلى جانب مقالات ورسائل أخرى كثيرة.  انظر ترجمته في "موسوعة أعلام سورية" (الجزء الثالث، ص 149)، وتاريخ علماء دمشق، وإمداد الفتاح-الرشيد-ص 308-312، وبلوغ أماني الأبرار-تركستاني-الجزء الأول، ص 45-52.

[15] بلوغ أماني الأبرار-تركستاني المكي-الجزء الأول-الصفحات 48، 65، 70، 82، 92، و إمداد الفتاح-محمد آل رشيد-ص 308-309.

[16] أحمد بن عمر بن أحمد صافي (1276-1367=1860-1948م): العالم العلامة، من كبار علماء حمص وأشهرهم، من أسرة شريفة ينتهي نسبها إلى السبط الحسين رضي الله عنه.  ولد في حمص، ودرس على علمائها ولازم مفتي المدينة العلامة محمد خالد بن محمد الأتاسي وأخذ عنه أكثر علمه، ونبغ نبوغاً حتى اشتهر أمره في البلاد، وطفق يدرس العلم فالتحق بحلقاته غالب طلاب العلم في حمص ونواحيها، وتخرج على يديه أكثر علمائها، ومن هؤلاء الشيخ عبدالقادر الخوجة، والشيخ عبدالعزيز عيون السود، والشيخ فوزي عيون السود، والشيخ جميل مدور، والشيخ طيب الأتاسي، والشيخ وصفي المسدي وغيرهم كثير، واشتهر خاصة بالعلوم الآلية من لغة ونحو وصرف وبديع ومنطق وبيان، ولتبحره في هذه العلوم اختير لتدريس تفسير البيضاوي لطلاب المدرسة العلمية الوقفية بحمص لما احتوى الكتاب من عبارات صعبة.  عرف بقوة الحافظة والتحقيق، وكان منشوداً في علوم الدين قاطبة من قبل العلماء فيما أشكل عليهم.  من مؤلفاته كتاب إيمان الصافي، وهو ديوان في الإلهيات. توفي بحمص ودفن رحمه الله بمقبرة خالد بن الوليد الشهيرة.  وقد ترجم له الجندي في أعلام الأدب والفن، والبواب في "موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين" (الجزء الثالث، ص 95)، وذكره نقيب أشراف دمشق الحصني في كتابه متحدثاً عن رجال الفضل في حمص فقال: "ومنهم الشيخ أحمد صافي أحد جهابذة رجال العلم، تفرد في عصره في العلوم والفنون"، وأخذنا جزءاً من هذه الترجمة مما ذكره الشيخ وصفي المسدي في مقابلته مع الشيخ زهير الأتاسي.   

[17] أخبر بذلك الشيخ وصفي المسدي، من طلاب الشيخ أحمد صافي والشيخ طاهر الأتاسي، في مقابلته مع الشيخ زهير الأتاسي المسجلة.

[18] الجذر السكاني لمدينة حمص-الزهراوي-الجزء السادس، ص211.

[19] العلامة عبدالغفار بن عبدالغني عيون السود الشيباني (1290-1349=1876-1930م): الشيخ العامل المحقق الفقيه المفسر المحدث.  درس على كبار علماء حمص وأخصهم آل الأتاسي كالشيخ خالد الأتاسي،ثم تفرغ للتدريس في الجامع النوري الكبير فأخذ عنه خلق كثير من علماء حمص كالشيخ الفقيه العلامة عبدالقادر الخجا (الخوجة) ولشيخ محمد سعيد حسين آغا، أجاز هاذين الشيخين بإجازته عن الشيخ خالد الأتاسي في الحديث، ومن تلامذته أيضا الشيخ عبدالرزاق عيون السود ابنه، وابن أخيه العلامة المقرئ الفقيه عبدالعزيز بن محمد علي عيون السود، والشيخ عبدالجليل مراد، والعلامة البدر الأتاسي مفتي حمص، والشيخ زهري الأتاسي أخوه، والشيخ محمد علي عيون السود أخو المترجم، والشيخ عبدالله عيون السود أخوه كذلك، والشيخ أحمد عبدالدائم، والشيخ عبدالكريم أتماز السباعي، والشيخ فائق أتماز السباعي، والشيخ خالد ناجي السباعي، وغيرهم.   له كتاب "الرياض النضرة في تفسير سورتي الفاتحة والبقرة" أملاه على طلابه في حلقات التفسير حتى جمعوا أقواله وتعليقاه في ثلاث مجلدات مطبوعة عام 1345 الهجري، وله رسالة "دفع الاوهام في مسألة القراءة خلف الإمام" التي ألفها في الدفاع عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وفقهه، وله تعليقات على سنن أبي داود.  وكان رحمه الله يعقد الاجتماعات مع علماء حمص لمدارسة العلم في بيوت هؤلاء العلماء.  درس عليه العلم أغلب علماء حمص الأعلام فمن هؤلاء.  انظر مقدمة "دفع الأوهام للمترجم-تحقيق الأستاذ سائد بكداش-ص 17-20، ومقدمة "دفع الأوهام" للمترجم-تحقيق الكيلاني-ص 10-12، والجذر السكاني لمدينة حمص-الزهراوي-الجزء السادس، ص 210-211.

[20] من حديث الشيخ وصفي المسدي مع الشيخ زهير الأتاسي المسجل في جدة عام 1421 من الهجرة.

[21] محمد بن يحيى بن حسين الدالاتي (1863-1943م): شيخ محسن صالح.  ولد في حمص ودرس على علمائها ومن أجلهم الشيخ خالد الأتاسي، وفي المدرسة الرشدية، وعمل بالتجارة، وتولى النظر على وقف آل الدالاتي ومسجد الدالاتي، وانتخب عضوا في الغرفة التجارية بحمص عام 1913 قبل خروج الأتراك، وشارك في خدمة بلدته فكان من الذين عملوا على تأمين الكهرباء لمدينة حمص، كما أنه أنفق على جامع الدالاتي وعلى سبيل الماء فيه وعلى المدرسة الشرعية فتخرج منها عدد من العلماء، رحمه الله.  انظر كتاب حمص والعمران الاقتصادي-الزهراوي-الجزء الرابع، ص 172

[22] أسر حمص والعمران الاقتصادي-الزهراوي-الجزء الرابع، ص370، والجذر السكاني الحمصي-الزهراوي-الجزء السادس، ص 214، وانظر الإجازة الملحقة بهذه الترجمة.

[23] أتحفنا بصورة الإجازة السيد المؤرخ محمد غازي حسين آغا حفيد الشيخ محمد سعيد حسين آغا المذكور شكر الله له.  أقول فمن ثلاثيات البخاري أنه يروي عن الحافظ المكي عن يزيد بن أبي عبيد التابعي عن سيدنا سلمة بن أكوع الصحابي رضي الله عنه عن حضرة سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم.

[24] عبقريات-العطري-ص 202، والأعلام-الزركلي-الجزء الثاني، ص 298، تاريخ حمص-الخوري عيسى أسعد-الجزء الثاني، ص 400، و معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين-عياش-ص 18

[25] الأعلام-الزركلي-الجزء الثاني، ص 298، و معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين-عياش-ص 18.

[26] أسر والعمران الاقتصادي-الزهراوي-ص 264-280.

[27] حلية البشر-البيطار-ص 636.

[28] أعلام الأدب والفن-الجندي-الجزء الأول، ص 39.

[29] اطلع على هذه الرسائل الشيخ زهير بن عبدالرحمن ممتاز الأتاسي وأحسبه قال أن بعضها ما تزال موجودة عنده أو عند بعض معارفه.

[30] عبقريات-العطري-ص 202.

[31] أسر والعمران الاقتصادي-الزهراوي-ص 252-255.

[32] عبقريات-العطري-ص 202 وما بعدها.

[33] من كناش قديم موجود عند السيد رضوان بن رياض بن هاشم بن خالد الأتاسي، والأبيات مكتوبة بخط الأتاسي

[34] تاريخ حمص-منير الخوري عيسى أسعد-الجزء الثاني، ص379

[35] الأبيات من مقالة بقلم الدكتور عبدالإله النبهان الحمصي بعنوان "لمحات من أدب أواخر العهد العثماني" نشرها أو ينوي نشرها في مجلة التراث العربي.

[36] المرجع السابق.

[37] وقد وردت هذه الأبيات في مجلة الحقائق التي نقلت ترجمة الحصني عن تاريخ السلاوي، وفي كتاب "منتخبات التواريخ لدمشق" تأليف محمد أديب الحصني الذي نقل الترجمة ذاتها (الجزء الثاني، ص 734)، وفي تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري-الحافظ وأباظة-الجزء الأول، ص 108.

[38] تاريخ معرة النعمان-الجندي-الجزء الثاني، ص 282.

[39] ص 1524، على لسان خالد جلبي الذي ترجم للشيخ مصطفى، ونقل البيطار الترجمة كما هي.

[40] عبقريات-العطري-ص 203-204.

[41] تذكرة الغافل عن استحضار المآكل-الشيخ مصطفى زين الدين.

[42] نفحة البشام في رحلة الشام-القاياتي-الصفحات 38 و 150.

[43] الجزء الثاني، ص 925.

[44] الجزء الثاني، ص 400.

[45] الجزء الثاني، ص 298.

[46] الجزء الأول، ص 38-39.

[47] الجزء الأول، 669.

[48] ص 18

[49] قدامة-الجزء الأول، ص 9.

[50] أسر حمص والعمران الاقتصادي-الزهراوي-ص252-280.

[51] الجذر السكاني الحمصي-الزهراوي-الجزء السادس، ص 206.

[52] الجزء السادس، ص 25-26.

[53] معالم وأعلام من حمص الشام-الشيخاني وكاخيا- ص 427-428.

[54] من حديث مع جدي زياد الأتاسي وجدتي لمياء الأتاسي وكلاهما من أحفاد الشيخ خالد من ذرية الزوجتين، وفي الشجرة الوليدية أن الشيخ الأتاسي كان متزوجاً أيضاً من آل شمسي باشا (ولا ذكر فيها لزوجته السباعية) ولا يمكن أن يكون له منها أولاد.

[55] أجمع المؤرخون على تاريخ الوقاة هذا، انظر مثلاً تاريخ حمص-منير الخوري أسعد-الجزء الثاني، ص 400، وأعلام الأدب والفن-الجندي-الجزء الأول، ص 39، ومعالم وأعلام، القسم الأول: القطر السوري-قدامة-الجزء الأول، ص 9.