مفتي حمص

شيخ الإسلام ومفتي الأنام بحمص الشام العلامة الشريف عبداللطيف بن محمد أبي الفتح الأتاسي

مفتي حمص الثالث عشر من آل الأتاسي

1255-1344 من الهجرة = 1840م-1925م

 

السيد العلامة عبداللطيف أفندي بن محمد أفندي بن عبدالستار أفندي الأتاسي، ولد في حمص عام 1255 من الهجرة (1840م)[1]، ونشأ في بيت العلم، فجده كان مفتي حمص، وكذلك كان كلٌ من والده وعمه وأخيه، وتربى في كنف الأخيار، ونهل العلم عن أبيه العلامة محمد الأتاسي وأعمامه العلماء الأعلام سعيد وأمين الأتاسي، وتلقى عنهم علوم الفتوى والشريعة، وأخذ عن غيرهم من علماء حمص المشاهير، كالشيخ سليم صافي الحسيني[2]، والذي بدوره تلقى العلم عن جد المترجم الشيخ عبدالستار الأتاسي، رحم الله الجميع.  وتأهل العلامة الأتاسي للفتوى وخدمة الدين، وأصبح من علماء المدينة الأجلاء وأعيانها المحترمين. 

وفي عام 1890م عينه والي الشام مصطفى عاصم باشا عضواً لمجلس إدارة المدينة، وذلك قبل أن يفتي بالمدينة بخمس سنين، ثم تكرر تعيينه عام 1898م بعد أن أصبح مفتي المدينة[3].  وقد انتخب العلامة مفتياً للمدينة بعد أخيه المفتي خالد الأتاسي، وجاءه منشور المشيخة الإسلامية يؤيد تنصيبه على الفتوى في السادس عشر من جمادى الأول عام 1312 للهجرة (1894م) ووصفه المنشور أنه صاحب علم وكمال وفضيلة[4]، وظل رحمه الله في ذلك المنصب حتى عام 1333 للهجرة (1914م) حين فصل عنها ليليها ابن أخيه طاهر أفندي الأتاسي، وكان قد نال المنصب مدة واحد وعشرين عاماً، كذلك أخبر ابنه الشيخ محمد أبو السعود الأتاسي رحمهم الله.

تخرج على العلامة الأتاسي جماعة من علماء الشام، منهم ابنه الشيخ العلامة توفيق أفندي الأتاسي وابن أخيه العلامة طاهر الأتاسي، ومنهم الشيخ العلامة المحدث أبو النصر بن محمد سليم خلف الحمصي الشافعي، والذي كان أكثر انتفاعه بحمص بعلماء آل الأتاسي، وقد روى الشيخ أبو النصر الحديث بسند شيخه العلامة الأتاسي[5].  هذا، وقد تولى العلامة الأتاسي رحمه الله  إمامة مسجد خالد بن الوليد بالإضافة إلى الإفتاء في الثامن من شوال عام 1319 للهجرة (1901م) عندما تنازل له الشيخ خالد بن رحمون جواد عن الإمامة[6].

وهو والد العلامة محمد أبي السعود الذي أخبر عن أبيه فقال: "وكان مثال النزاهة حسن الأخلاق يضرب به المثل متحرياً غاية التحري رحمه الله تعالى".

وقد ذكر العلامة الأتاسي الشيخ محمد عبدالجواد القاياتي في كتابه "نفحة البشام في رحلة الشام"، إذ أنه التقاه مع أخيه الشيخ خالد الأتاسي في بيروت، فقال: "وكان مع حضرة الشيخ خالد المذكور في المرة الثانية هذا العام عندما كان مسافراً لأداء الحج الشريف حضرة أخيه الفاضل الكامل الشيخ عبداللطيف، وبلغني أن لهم بحمص من الأهل أنجالاً أنجاباً لا تتقاصى عليهم مسائل العلم ولو كانت صعابا، فسبحان واهب الأذهان والفطن، العالم بكل ما ظهر وبطن"[7].

 وذكره أيضاً الحصني في كتابه "منتخبات التواريخ لدمشق" في معرض ذكره من اشتهر من رجال الفضل في مدينة حمص وبدأ بأعلام آل الأتاسي فكان مما قال: "ومن مشاهير رجال هذا البيت العلامة المدقق عبداللطيف أفندي مفتي حمص"[8].  وقد توفي الأتاسي عام 1925م، رحمه الله رحمة واسعة.

وفي الشجرة الوليدية أن الشيخ عبداللطيف الأتاسي كان متزوجاً من آل ملا الصوفي ومن السيدة كرجية السباعي>


 

[1] جمع لي تاريخ الولادة والوفاة جدي زياد الأتاسي سلمه الله بعد السؤال في منزول آل الأتاسي.

[2] وجدنا في كناش مكتوب بخط يد المترجم أن الشيخ سليم صافي هو شيخه، والدفتر موجود عند السيد أحمد نشوان بن صدر الدين بن توفيق بن عبداللطيف الأتاسي.

[3]  تاريخ حمص-منير الخوري عيسى أسعد-الجزء الثاني، الصفحات 410، و 412.

[4] أسر حمص والعمران الاقتصادي-الزهراوي-ص 263.

[5] إمداد الفتاح-محمد آل رشيد-ص 301. 

الشيخ محمد أبو النصر بن محمد سليم خلف الوزان (1292-1368= 1875-1949م): كان من كبار علماء حمص في ذلك العصر.  ولد في حمص ودرس على والده شيخ الطريقة النقشبندية بحمص والإمام بالجامع النوري الكبير، وعلى علماء آل الأتاسي كالشيخ عبداللطيف بن محمد الأتاسي، والشيخ عبدالساتر بن أمين الأتاسي، والشيخ محمد المحمود بن محمود الأتاسي، وعلى الشيخ عبدالقادر الشيخة، ومحمد خالد بن محمد الأنصاري الحمصي، وعبدالغني السعدي الحمصي، ونزل دمشق فأخذ عن محدث الشام بدر الدين الحسني، وسليم بن خليل المسوتي، ومحمد عطا الكسم، ومحمد بن جعفر الكتاني، وودرس كذلك على شرف الحق بن جلال الدين الإلهابادي الدهلوي، وعبدالفتاح بن مصطفى المحمودي الخلوتي اللاذقي، وعبدالقادر بن حسن القصاب الديرعطاني، وأجازه السيد الشريف أحمد السنوسي بالطريقة السنوسية الأحمدية الإدريسية (1946م).  تولى مشيخة الطريقة النقشبندية في حمص بعد والده وصار له مريدون في حمص وحماة وحلب.  من طلابه الشيخ محمد الحامد بحماة والذي أخذ عنه الطريقة النقشبندية، والشيخ أحمد الكعكة الذي تلقى عنه الطريقة السنوسية، والعلامة عبدالفتاح أبو غدة الحلبي الذي روى عنه الحديث، والحبيب العلامة المسند أبو بكر بن عبدالله الحبشي العلوي.  (حمص: دراسة وثائقيةالسباعي والزهراوي، ص 299-300، وإمداد الفتاح-محمد الرشيد-الصفحات 255، و297-301، وبلوغ أماني الأبرار-تركستاني-ص 346-348).

[6] أسر حمص وأماكن العبادة-الزهراوي-الجزء الثاني، ص269، وأسر حمص والعمران الاقتصادي-الزهراوي-ص 282-283.

[7] ص 38-39.

[8] الجزء الثاني، ص 925.