-|- الطُّرفة السّابقة -|- -|- الصّفحة الأصل -|- -|- النّادرة التّالية -|-

التّفاؤل الحسن و أثره

قيل أنّ المنصور بن عامر الأندلسي كان إذا قصد غزوة عقد لواءه بجامع قرطبة و لم يسر إلى الغزوة إلّا من الجامع

فاتّفق أنّه في بعض حركاته للغزوة توجّه إلى الجامع لعقد اللّواء فاجتمع عنده القضاة و العلماء و أرباب الدّولة فرفع اللّواء فصادف ثريّا من قناديل الجامع فانكسرت على اللّواء و تبدّد عليه الزّيت فتطيّر الحاضرون من ذالك و تغيّر وجه المنصور فقال رجل: "أبشر يا أمير المؤمنين بغزوة هيّنة و غنيمة سارّة فقد بلغت أعلامك الثّريّا و سقاها اللّه من شجرة مباركة" فاستحسن المنصور ذلك و استبشر به و كانت الغزوة من أبرك الغزواة


ولمّا خرج المنصورالعبّاسي إلى قتال أبي يزيد الخارجي في جماعة من أتباعه و واجه الحصن الذي به الخارجي سقط الرّمح من يده فأخذه بعض الأتباع و مسحه و قال:
فألقت عصاها و استقرّ بها النّوى ____ كما قرّ عيتا بالإياِب المسافرُ
فضحك المنصور و قال: "ِلم لَم تقل: فألقى موسى عصاه!" فقال:" يا أمير المؤمنين العبد تكلّم بما عنده من إشارات المتأدّبين و تكلّم أمير المؤمنين بما أُنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم من كلام ربّ العالمين" فكان الأمر على ما ذكره و أخذ الحصن و أسر أبا يزيد الخارجي.

هيكل الهيشري في انتظار مراسلتك.